كنت سأكتب هذه الليلة قصيدة تكتب الشجون لكنني وجدت حينها أن بوح الليل اكبر قصيدة فالظلام يمسح جميع القصائد الشفافة حول نافذتي الغاضبة ,ففي كل صباح ترمقني نافذتي بنظرة و كأني انا المسؤولة عن تبدد تلك القصيدة !!
رحلت الى مدينة تخلو من القصائد كي لا تعاتبني نافذتي بصراخ و تقول لي :أنتي المسؤلة عن كل بوح لم ينشر..انتي المسؤولة عن قصائد لم تسمع .. انتي المسؤولة عن شارع لم يُكتب ..أنتي و أنتي و أنتي .. في قمة غضبها أجابهُها إن أحلامنا نحن شفافة !! لا أدري لماذا لا تريد ان تستوعب نقاء أحلامنا و هي التي تملك كياناً زجاجيا خاليا من الشوائب؟
تذكرتُ حينها ذلك السراب البعيد ..ايقنت بعدها أن الرؤية غير واضحة فذلك الزجاج الصافي ما هو الا ذرات من تراب..ستظل أحلامنا الشفافة ملتصقة على لوح زجاج تنتظر العبور كي لا يبددها الصباح .
( سر : حاولوا ان تكتبوا أحلامكم صباحاً مهما كان القلم شفافاً,فحتماً هنالك يوم ستجدون أحلامكم محفورة على شبابيكم )